|
2020-09-23 1822

عبر البوابة الافتراضية (ZOOM): انطلاق فعاليات المؤتمر الدّولي الأوَّل ليدن


برعاية العتبة العباسية المقدسة انطلقت فعاليات المؤتمر الدّولي الأوَّل (ليدن) الذي يقيمه المركز الإسلامي للدراسات الاستراتيجية بالتعاون مع دار الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) التابعة لمركز العميد الدّولي للبحوث والدراسات، والذي عقد تحت شعار (إن هو إلا ذِكر وقرآن مبين) وبعنوان: القرآن الكريم في الدراسات الاستشراقيّة المعاصرة، مقاربات نقديّة لموسوعة القرآن (ليدن)، وذلك في يومي الأربعاء والخميس الموافق 23-24 أيلول (سبتمبر) 2020م.
استهل المؤتمر الذي أُقيم عبر المنصة الالكترونية (Zoom)، بتلاوةٍ عطرة لآيٍ من الذكر الحكيم، أعقبتها كلمة المركز الإسلامي للدراسات الاستراتيجية التي ألقاها فضيلة الشيخ حسن الهادي قائلاً: "يأتي مؤتمرنا العلمي الدّولي الأوّل هذا حول القرآن الكريم والفكر الاستشراقي المعاصر، وقد خصصناه لنقد ودراسة مشروع علميّ موسوعيّ يحوي مجموعة من البحوث والدراسات المتمحورة حول القرآن الكريم والموضوعات والقضايا المرتبطة به، وقد تم تأليفه بأقلام مجموعة من المستشرقين الغربيين المعاصرين من مختلف دول العالم الغربي والواضح من خلال المنهجية والعمل البحثي أنَّ هؤلاء قد تفرّغوا لعملية بحثية مركّزة أرادوا من خلالها إنتاج هذه الموسوعة بما تحمل من أفكار، وأصغر هذه الموسوعة باسم موسوعة القرآن (ليدن) التي نشرت بدعم من دار نشر بريلي الهولندية، وتشمل هذه الموسوعة على ألف مدخل مرتبة على أساس الحروف الهجائية المعروفة؛ لتتناول الموضوعات العديدة والمتنوعة على ضوء آيات القرآن الكريم وفق عملية بحثية ومنهجيات خاصة معتمدة، بغض النظر إذا كانت هذه المنهجيات توافق ما نعتمده من منهجيات أو لا توافق، وبغض النظر إذا كانت النتائج التي توصّلوا إليها مقبولة عندنا أو مرضية أو لا تكون مقبولة أو مرضية، نحن هنا نتحدّث عن جهدٍ علميٍّ توقفنا عنده في المركز الإسلامي للدراسات الاستراتيجية، وعمّقنا البحث حوله، ولمّا وجدنا أنَّه يُمثّل جهداً موسوعيّاً سيتحوّل في مراكز الدراسات والمكتبات وعند الباحثين في العالم الغربي إلى مصدر وإلى مرجع كان من الضروري بل من الواجب أن نقدّم ما عندنا على مستوى المنهج والمضمون والأفكار باللغة العربية واللغة الانكليزية ومن ثم باللغات الأخرى إن شاء الله تعالى ".
بعد ذلك كانت هناك كلمةٌ لرئيس دار الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) الأستاذ الدكتور عادل نذير بيري، جاء فيها: " إنَّ القرآن الكريم لا تنفد عجائبه، ولا تنتهي مطالبه الصالحة لكلّ زمان ومكان، وما زالت بنا حاجة الى تدبّره والوقوف على أسراره، ولا يتأتّى ذلك إلا بالمذاكرة، والبحث، ومداومة الاتصال به، وكلّما مرّت العصور، وتعاقبت الأزمنة، وتقدم الفكر، كلَّما كثرت القراءات العلمية والتصورات الفكرية عنّه ومنها موسوعة القرآن الكريم ليدن)، التي جاءت معبّأة بكثير من التصورات والأفكار والمطالب، فضلاً عن المصطلحات في مختلف مناحي الفكر والعقيدة ، تلك الموسوعة التي انبرى لإنجازها مجموعة من المتخصّصين في الدراسات القرآنية والعقائدية والفكرية والتاريخية؛ لذلك فإنَّ غاية المؤتمر أن يُعرض هذا المنجز الموسوعي المتخصّص في القرآن الكريم على المعنِيِّين بشأنه من العرب والمسلمين والمهتمين بالدراسات القرآنية العقائدية للوقوف على مضامين هذه الموسوعة ومقاربتها مع الفهم الإسلامي المبني على التصور القرآني، ولا يتأتّى ذلك إلا باستنهاض الأقلام المتخصّصة وتحفيزها عبر هذا المؤتمر وغيره من الأنشطة"
مضيفاً: "وعلى أساس من ذلك رعت العتبة العتبة العباسية المقدسة هذا الحراك العلمي الخادم للقرآن الكريم عبر المركز الإسلامي للدراسات الاستراتيجية ودار الرسول الأعظم في قسم الشؤون الفكرية والثقافية وهي -أعني العتبة العباسية المقدسة- والقائمين على إدارتها ولاسيّما سماحة السيد أحمد الصافي المتولي الشرعي، لم يألوا جهدًا ولم يدخروا وسعًا في سبيل رفد هذه الأنشطة التي تعكس ما تتسع له الأماكن المقدسة من فكر وحضارة فضلاً عن كونها متسعًا للعبادة والروحانية ".
واختتم قائلاً: " إنَّ العتبة العباسية المقدسة وسائر العتبات المقدسة في العراق توسعت في ملامسة حاجة المجتمع فأصبحت ملاذًا للفكر والعلم في مختلف نواحي الحياة والإقبال على آخر الأنشطة الفكرية والاقتصادية والاجتماعية والصحية فضلاً عن الدينية مما جعلها ملاذًا لبناء الوعي والاهتمام بالجانب المعرفي فإحياء أمر أهل البيت (عليهم السلام) يستلزم استيعاب أكبر قدر من حاجة الناس ومجالات اهتمامهم ورعايتها لهذا المؤتمر وغيره من الأنشطة في مختلف مناحي الحياة يجعل المراقب لنشاطات المراكز الدينية في العراق ينظر بعين الفخر والاعتزاز لما يغرسه الإسلام فينا، فضلا عمّا يغرسه فكر أهل البيت -عليهم السلام-".
عقب ذلك جاءت الجلسة الأولى والتي تضمنت في محورها الأول "موسوعة القرآن (ليدن)- مقاربات نقديّة في منهجيّتها ومسارات تنفيذها، الذي اشترك فيها مجموعة من الأستاذة والأكاديميين، وأولى هذه الأبحاث هو (القرآن في الدراسات الاستشراقيّة المعاصرة- موسوعة (ليدن) القرآنية في ضوء تحليل المضمون- للدكتور جميل حمداوي، أما البحث الثاني حمل عنوان (الاختيار الانتقائي والبيان اللامتوازن للمعلومات في موسوعة القرآن (ليدن) ) للدكتور الشيخ حسين لطفي، فكان البحث الثالث بعنوان (الموسوعة القرآنية (ليدن): ملاحظات في الضبط العلميّ والثبت المصدريّ– وقفات في زوايا العرض القصصيّ القرآنيّ- للدكتور الشيخ فيصل العوامي، أمّا مسك ختام الجلسة الأولى كان بعنوان (التحيّز المعرفيّ في موسوعة (ليدن) القرآنيّة –مداخل الأنبياء أنموذجًا- للباحث يعقوب بريد الميالي.